تقرير حديث لـ(ووتش) يهدف لإعادة دارفور للاهتمام الدولي !
مواقع أخرى
2011-06-14
نشرت هيومان رايتس ووتش – الثلاثاء – تقريراً حول ما أسمته انتهاكات خطيرة بإقليم دارفور وأشار التقرير الى أن فترة الستة أشهر الماضية شهدت انتهاكات خطيرة تمثلت فى وقوع جرائم حرب وقصف وهجمات على المدنيين واعتقالات فى أوساط الناشطين وأن هذه الهجمات - بحسب ذات التقرير- أدت الى نزوح (70ألف شخص) .
مدير قسم أفريقيا بهيومان رايتس (دانيال بيكيل) قال إن دارفور كانت تتصدر الأنباء فى السابق ! والآن تواجه (خطر النسيان) ! و لعل تصريح (بيكيل) هذا وحده و قبل أن نخوض فى ثنايا التقرير يكفي وحده للتدليل على الهدف من وراء التقرير والمرامي المرجوة من ورائه فى هذا التوقيت ، فمسئول ووتش فى إفريقيا (يريد إحياء الدعاية الإعلامية الدولية بشأن دارفور) ، بعدما بردت سخونة هذه الدعاية!
وما من شك ان التقرير غير موضوعي ، مهما أحسنا الظن به، و مهما كان حجم إساءة الظن بالحكومة السودانية ولهذا فقد رفض مقرر المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان فى السودان أحمد إدريس التقرير و وصفه بأنه باطل و قال ادريس فى حديث لراديو (مرايا أف أم) إن المجلس سبق وان أجري تحقيقاً حول مزاعم القصف الجوي هذه و أثبتت نتائج التحقيق عدم صحتها.
والآن لنعد الى سطور التقرير و لنتمعن فيما أورده ؛ التقرير يشير الى تواصل القصف الجوي على القري المأهولة فى دارفور استهدافاً للمدنيين فى فترة الستة أشهر الماضية والعجيب فى هذا الأمر أننا فى (سودان سفاري) أجرينا مراجعة شاقة ومتأنية لكافة الأخبار الواردة لمختلف وكالات الأنباء والصحف وأجهزة الإعلام ولم نجد أخباراً تتحدث عن سقوط مدنيين فى مدن وقري دارفور – بولاياتها الثلاث – سواء جراء قصف جوي حكومي ، أو فى مواجهات مع الحركات المسلحة . وبالطبع من المستحيل أن يسقط (عشرات المدنيين) و التقرير يقول (عشرات المدنيين) هكذا على طريقة (التخمين) ، والتقدير العشوائي دون أن يتصدَّر الخبر وكالات الأنباء ، هذا مستحيل ، فدارفور باتت (كتاباً مفتوحاً) من السهل معرفة ما يجري فيها.
التقرير ايضاً يشير الى نزوح 70 ألف شخص دون أن يحدد من أين والى أين ! ولا شك أن عدد كهذا عدد ليس من السهل أن ينتقل من منطقة الى اخري دون أن يحدث ضجيجاً أو دون أن يلفت الانتباه و لعل تساؤل (دنيال) عن السر وراء نسيان دارفور عدم تصدر أخبارها لأخبار العالم أجابته لديه هو ، إذ أن دارفور فى الواقع لم تعد تجري فيها أحداثاً كهذه التى نشرتها ووتش فى تقريرها ، كما لا يمكن لعاقل أن يصدق مزاعم كهذه وقد انعقد قبل أيام مؤتمر أصحاب المصلحة فى الدوحة ، وبين هؤلاء المؤتمرين ناشطين ضد الحكومة كان بوسعهم التحدث عن هذه الحوادث لو كانت صحيحة .
إنّ ووتش – للأسف الشديد – منظمة غير حقوقية ، وغير موضوعية ولم تعد تقاريرها سوي مقدمات للفت الانتباه، ومواصلة الحملة الدعائية ضد السودان لا كثر ولا أقل .
نقلا عن موقع سودان سفاري