أمريكا ومجلس الأمن والكيل بمكيالين .. متى تستوعب الحركة الدرس؟

أمريكا ومجلس الأمن أصبحا وجهين لعملة واحدة.. فيما يتعلق بالسودان، وأصبحا منحازين للحركة الشعبية بشكل سافر.قوات الجيش الشعبي تتجاوز حدودها وتمارس القتل والتدمير.. ويصدر مجلس الأمن قراراً يطالب الحكومة السودانية بوقف القتال، وعندما يرد الجيش السوداني الهجوم بصفعة قوية ليدخل أبيي وهي منطقة شمالية يسارع الرئىس الأمريكي ويطالب السودان بسحب قواته من أبيي.. وهو يعلم أن أبيي سودانية، لكنه يريد أن تكون للجنوب.. ويعقبه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ليصدر نداء لمجلس الشعب المعني وبنفس المفردات.إن الكيل بمكيالين صفة أساسية من صفات أمريكا ومجلس الأمن تجاه السودان.مجلس الأمن فقد كل حياديته.. وكل مصداقيته وقد أصبح تابعاً ومنفذاً للسياسة الأمريكية المعادية للسودان وللعرب وللمسلمين، وأمس الأول هاجمت قوات الجيش الشعبي وبتوجيهات مباشرة من قيادة الحركة التي تسيطر عليها العناصر الإنفصالية المعادية للشمال وللعروبة بشكل عام التي يوجهها الأمريكان بشكل مباشر عن طريق مستشار حكومة الجنوب الأمريكي روجر ونتر.. قامت بهجوم بربري على جنوب كردفان وقتلت عدداً من قيادات المؤتمر الوطني غدراً داخل منازلهم في ممارسة تشبه ممارسات النازيين.إن الحركة الشعبية لن تقف عند هذا الحد وهي تريد فرض سياسة الأمر الواقع.. كما تريد كذلك نيل أكبر المكاسب قبيل التاسع من يوليو القادم موعد إعلان دولة الجنوب الجديدة.إن الحركة الشعبية تريد أن تغطي على مشاكلها الداخلية وحروبها الداخلية التي يقودها جنرالات انشقوا عن الحركة بقواتهم بسبب سياسة الحركة غير المتوازنة مع أبناء الجنوب.. ولإهتمام الحركة بالحرب اكثر من اهتمامها بصحة المواطن وتعليمه وإقامة مشروعاتها.. وهي تغطي بحروبها كذلك الفساد الذي أزكم الأنوف في الجنوب وتحدث عنه الجميع.ووسط كل هذا العداء السافر من الحركة تجاه الشمال الذي وصل منازل قيادات الوطني واغتيالهم.. تأتي التصريحات من الخرطوم بأن دولة الشمال.. سوف تكون أول من يعترف بدولة الجنوب.. وهي على استعداد بأن تقدم لها كل عون.. وفي كل المجالات التي تجعل من دولة الجنوب دولة ناجحة وغير فاشلة.لكن فشل الدولة الجديدة في جنوب السودان اكدته الإدارة الأمريكية قبل ذلك.. باعتبار انعدام الخبرة لدى حكام الجنوب.. وسيطرة عقلية الحرب والانتقام لدى عدد من قيادات الحركة الشعبية وجيشها، وحتى الآن وبالرغم من الهجمات المكثفة التي شنها جيش الحركة.. لم يتدخل الاتحاد الافريقي ولم يقل كلمة حق لوجه الله.إن هزيمة الحركة في جنوب كردفان.. جعلها تتصرف بحماقة وبدون عقل.. لأن الهزيمة في جنوب كردفان كانت لها بمثابة صفعة قوية بالرغم من أنها كانت تعلم أنها لن تحقق فوزاً في جنوب كردفان.كما أن دخول القوات السودانية أبيي بعد غدر الحركة الشعبية للقوات المسلحة واستعادة القوات المسلحة للمدينة التي أصبح الأمن فيها مستتباً.. هذا الإنتصار أحدث في الحركة شرخاً كبيراً يجب على الحركة ان تعود لوعيها.. وأن تعمل لمصلحة أهل الجنوب.. وأن تتعامل مع أهل الشمال بعقل وقلب مفتوحين.. وأن لا تعتقد أن أهل الشمال ضعاف ويخافون الحرب.إنهم ليسوا بضعاف ولا يخافون الحرب.. لكنهم يعشقون السلام.. بعد أن ذاقوا مرارة الحرب.. لأن أهل الشمال لديهم قيمة كبيرة للمواطنين.. عكس فهم الحركة للمواطن الجنوبي الذي تعتقد أن لاقيمة له على الإطلاق، لذلك لا تتردد في إقحامه في أتون الحرب.نحن نريد علاقة متميزة ومسالمة مع دولة الجنوب الجديدة، ونريدها ان تكون ساعداً قوياً لدولة الشمال.. كما نريد أن تكون دولة الشمال ساعداً اكثر قوة لدولة الجنوب.لقد خاضت الحركة الشعبية حرباً طويلة مع الشمال.. وخسرت فيها آلاف الشباب كما خسر الشمال كذلك.. ولم تستطع ان تحقق شيئاً سوى دمار الجنوب وقتل الآلاف.. لكنها بعد ان جلست حول طاولة المفاوضات استطاعت ان تحقق ما لم تكن تحلم به من مكاسب وتوقف نزيف الدم.. وعاد الآلاف من دول الشتات.. ومن الغابات.. وأصبح قادة التمرد حكاماً.. يمتطون أحدث أنواع السيارات واقتنوا أفخر المنازل في أرقى أحياء الخرطوم.. وظلوا يحجون الى أمريكا بشكل مستمر.. ويتسلمون التوجيهات المعادية للشمال ويواصلون تحريض أبناء الجنوب الغلابة على الشمال وعلى الحرب.ونقول لهم: كفى حرباً.. كفى تقتيلاً وكفى معاناة لأهل الجنوب.ونقول لهم: عودوا الى صوابكم وتذكروا ان الشمال أفضل لكم من كل دول الجوار.. وحتى أفضل لكم من أمريكا وحدائقها الخلفية.هذا الكلام لا يفهمه إلا قلة من العقلاء والحكماء في دولة الجنوب. لأن المنظمة السرية في دولة الجنوب التي يقودها باقان أموم بالكلاشنكوف والمسدسات كاتمة الصوت ما زالت تسيطر على الحركة والجيش الشعبي.

نسأل الله لكم الهداية.. والله الموفق وهو المستعان،،،